عندما نتحدث عن عشوائيات البناء في المناطق العشوائية في مصر, فإننا في كل مرة نعود إلي الأرقام سواء الرسمية أم غير الرسمية التي تتحدث عن عدد العشوائيات في مصر وهي في كل الحالات تقترب الآن من ربع سكان مصر وهذا رقم مخيف والعدد التقريبي هو8 ملايين نسمة يعيشون في88 منطقة عشوائية علي مستوي الجمهورية, تحتل محافظة أسيوط وحدها حسبما تنص الأرقام الرسمية نصيب الأسد تليها محافظة القاهرة وهي المفروض أن تكون العاصمة النظيفة لكنها تحتوي علي68 منطقة عشوائية تحيط القاهرة من شمالها إلي جنوبها من شرقها إلي غربها.ورغم أن وزارة الإسكان وضعت برنامجا قوميا منذ عام2005 للقضاء علي العشوائيات العمرانية في جميع أنحاء البلاد بحلول عام2025 ورصدت الوزارة لذلك البرنامج ميزانية قدرها5 مليارات دولار وبدأ التنفيذ الفعلي بتطوير منطقة الدويقة بمنشأة ناصر, وهي أكبر المناطق العشوائية بالقاهرة والتي يسكنها2 مليون مواطن وخصصت لها الحكومة180 مليون دولار.إلا أن الأرقام لا تبشر بالخير, حينما تذكر أن هناك68 منطقة عشوائية قابلة للتطوير و13 منطقة تم رفع كفاءتها و20 منطقة غير قابلة للإصلاح علي الإطلاق.. فهل تكون منشأة ناصر من هذا المناطق الميئوس من إصلاحها؟!وهكذا حين تزور عين شمس مثلا أو المطرية فإن فيهما مناطق راقية ومناطق عشوائية يصعب عليك دخولها أو المرور فيها وبين مساكنها أو في شوارعها.ذهبنا إلي الجنوب, حيث هواء حلوان الملوث بشكل مزمن وخطير بالأتربة والأسمنت والتلوث البيئي ومع نظافة بعض مناطق حلوان, إلا أنها لم تخل من مناطق عشوائية ملتصقة بالمقابر مثل عرب غنيم والحكر وعرب راشد وكفر العلو والتبين, والبساتين منطقة دار السلام والتي تسمي منطقة الصين الشعبية, والبناء فيها عشوائي بشكل كبير والخروج منها أصعب من الدخول فيها.وعلي ذكر دار السلام هناك في شرق القاهرة مدينة السلام علي مشارف الصحراء الشرقية والمكونة من مناطق النهضة والسلام الشرقية والغربية والعصارة الجديدة ومنطقة بركة النصر والمقامة مبانيها علي الكثبان الرملية بشكل غريب مما جعلها وكرا للمخدرات.أما في وسط القاهرة بجوار منطقة السيدة زينب فهناك المكان الشهير الذي احتل مساحة من الرأي العام, العام الماضي لما حدث فيه وهو قلعة الكبش, وتستوي في مبانيها وسكانها البالغ عددهم حوالي40 ألف نسمة والتي سميت عاصمة الماكس في مصر وتحوطها مقابر سيدي زين العابدين وعزبة خير الله وكفر قنديل بالجيزة وأرض عزيز عزت بإمبابة وأرض مطار إمبابة والذي يستعد سكانه الآن للرحيل, وهم في حالة من الحزن الشديد بسبب سكنهم في ذلك المكان من عشرات السنين.إلا أن عزبة القرود بمصر القديمة وعزبة أبو حشيش المتاخمة لمنطقة حدائق القبة وحكر الشرابية المتاخم لشارع شركات البترول بغمرة, فإن البنايات السكنية في الأماكن المذكورة في حالة تردي تام فهي مبنية من الصفيح أو الطين أو الخشب والبشر هناك يعيشون مع الحيوانات في حالة تآلف تام وسعي مشترك علي الرزق ولقمة العيش.وكشفت دراسة حديثة أيضا صادرة عن جامعة القاهرة عن ارتفاع نسبة مخالفات البناء في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق, مشيرة إلي أن نسبة مخالفات المباني في مصر وصلت إلي90% من إجمالي العقارات الموجودة, حيث وصلت في حي المطرية إلي92.8% وحي السلام إلي94%.ووصل إجمالي محاضر المخالفات التي تم تحريرها عشرة أضعاف تراخيص البناء وفي عين شمس96% بإجمالي عدد مخالفات5030 مخالفة وفي الدرب الأحمر70% وفي حي الجمالية50% وفي مدينة الإسكندرية التي حدثت فيها كارثة عمارة لوران الأخيرة أعدت المحافظة دراسة أكدت أن هناك57 ألف قرار إزالة تم صدورها ولم يتم تنفيذها!والسؤال الذي يطرح نفسه في النهاية هل تخطيط العشوائيات في مصر يحتاج إلي الـ180 مليون دولار بالفعل؟ وهل هذه المبالغ سوف تعالج الـ20 منطقة عشوائية غير القابلة للإصلاح علي الإطلاق, وهل ستزيل بعض أو كل الخطر من هدم البنايات السكنية أو حدوث شروخ بها أم أن الناس في العشوائيات تآلفوا مع الخطر واطمأنوا لما هو أهم من خطر هدم مبانيهم السكنية وهي لقمة العيش الغالية من مصادر الدخل هناك مخدرات وبلطجة ودعارة ومتفجرات؟!* وعندما يسأل أى مسئول عن خطر العشوائيات وكيفية حلها ومتى ستحل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يرد ويقول حين ميسره |
فعلا موضوع يحتاج عين حنونة تنظر ايه ، يحتاج قائد ذو النظرة الثاقبه ، الذي يتوقع خطر المستقبل
----------------------------------
ألف مبارك الشكل الجديد للمدونة